حث صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، رئيس اللجنة التنفيذية لتطويرالمناطق العشوائية بالمنطقة، رجال الأعمال على استثمار الفرص المتاحة، وعدم اللجوء إلى الخارج للاستثمار، وأضاف مخاطبًا كل من بادر بالمساهمة في تطوير جبل الشراشف، قائلًا « أقدمتم حين أحجم الآخرون، وسيندمون وتفرحون».
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، أن المملكة تمر بمرحلة انتقالية غير مسبوقة على صعيدي الإنسان والمكان.
وقال سموه لدى رعايته حفل توقيع عقد تأسيس شركة جُرهم للتنمية والتطوير العمراني والتي أسند إليها تطوير منطقة جبل الشراشف في العاصمة المقدسة أمس في مقر ديوان الإمارة بمكة المكرمة «إن هذه اللحظة من لحظات العمر لأن العمر لا يحدد بالأيام والسنوات بل بالأعمال والمنجزات، التي يعتز ويفتخر بها كل مواطن».
وأضاف أمير منطقة مكة المكرمة: «أقدم الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله – ملك المبادرات، والملك الشجاع بفكره وقراراته ومواقفه العظيمة، كذلك أنتهز الفرصة التي أتاحها الله لنا لشكر أبناء الوطن المبادرين».
ولفت الأمير خالد الفيصل إلى أن الأولى برجال الأعمال الاستثمار في داخل الوطن، كونه صاحب الفضل بعد الله عليهم وأحد الأسباب التي أسهمت في تكوين ثرواتهم، مستغربًا سموه التوجه للاستثمار في الخارج ومثمنًا في الوقت نفسه إقبال رجال الأعمال للاستثمار في داخل الوطن.
وقال سموه مخاطبًا رجال الأعمال «يجب على كل من أسبغ الله عليهم بنعمه والتي منبعها من داخل الوطن أن يركزوا على الاستثمار في الداخل لأنهم يستثمرون في مستقبل أجيال ونهضة هذا الوطن وسيكون مردودها للأجيال في المستقبل».
وأكد الأمير خالد الفيصل أن نجاح مشروع تطوير جبل الشراشف والذي يعتبر الأول الذي تطبق فيه لائحة الأحياء العشوائية بطريقة مدروسة وسلمية سيكون النجاح حليفه -بإذن الله – في ظل العزيمة الصادقة والثقة المتبادلة بين المواطن الاقتصادي، مقدمًا شكره لكل من بادر بالمساهمة في تطوير جيل الشراشف قائلًا « أقدمتم حين أحجم الآخرون، وسيندمون وتفرحون».
ولفت الأمير خالد الفيصل إلى أنه فيما يخص أحياء الرويس، وخزام في جدة إضافة لطريق الملك عبدالعزيز في العاصمة المقدسة كونت لها شركات قبل صدور لائحة تنظيم العشوائيات، مضيفًا سموه «لا أدري هل أخطأنا أم أصبنا فالشركات التي أنشئت لتطوير تلك الأحياء أقيمت قبل اعتماد لائحة العشوائيات كذلك أقيمت على أسس مختلفة ما جعلها لا تنسجم مع رؤية المشروع، كاشفًا سموه عن دراسة يقوم عليها فريق عمل لدراسة الجوانب السلبية في المشروعات السابقة وسيتم تعديلها بما يتواءم مع اللائحة، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن مشروع الشراشف يعتبر أول مشروع تطبق فيه فكرة التطوير كما قُدر لها أن تكون».
وختم سموه بالقول «أنتم أصحاب السبق والمبادرة، ولابد أن يسير العمل سريعًا كذلك الإنجاز والبناء والإمارة وكافة الأجهزة الحكومية في خدمتكم لإنجاح المشروع الذي يعتبر أنموذجًا يُشرف الجميع».
ثلاثة أشهر
بدوره أعلن أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أن العمل في مشروع تطوير منطقة جبل الشراشف سيبدأ خلال ثلاثة أشهر من الآن وقد أسست شركة بقيمة 3 مليارات ريال عدا المساهمات العينية التي تشمل الأراضي الواقعة في محيط المشروع، منوهًا إلى بدء تشكيل لجان لتثمين العقارات المتعلقة بالمشروع.
وقال البار: «إن توقيع مذكرة التفاهم بين شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني والمستثمرين والملاك في جبل الشراشف، يعتبر خطوة أولى نحو البدء في إجراءات تأسيس شركة جرهم للتنمية والتطوير العمراني.
وأبان البار أن شركة جرهم ستعقد اجتماعها الأول بعد أسبوع من اليوم، والذي سيتم من خلاله عرض نظام الشركة الذي سيقبل إبداء الملاحظات عليه حتى منتصف شهر ديسمبر المقبل، مؤكدًا أن أعمال الشركة في حال جرت الأمور وفق ما هو مخطط له، ستبدأ أعمالها بمطلع العام الميلادي المقبل.
وأشار أمين العاصمة المقدسة إلى أن جبل الشراشف يعد من أكثر المناطق العشوائية ازدحامًا بالسكان وقربًا من المسجد الحرام، وهو في أمس الحاجة إلى التنمية الحضرية، ويشتهر بضيق مساراته وكثرة وجود العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل فيه، وانتشار المساكن العشوائية في أسفل الجبل وأعلى قمته، إضافة إلى تنوع المخالفات الأمنية والقانونية في الجبل أو بقية الأحياء الأخرى المستهدفة بالتطوير».
وأكد أمين العاصمة أن خطة تطوير جبل الشراشف تعتمد على إقامة خط دائري يلتف حول سفح الجبل بعد إزالة المناطق العشوائية، وإنشاء الفنادق والمساكن للحجاج والمعتمرين على جانبيه، مبينًا أن مرحلة استقبال الصكوك الشرعية والمستندات بعد تسعير العقارات.
وأكد البار أن أول محاور تطوير المناطق العشوائية ضمن 66 حيًا في مكة المكرمة، ستبدأ بخمسة مشروعات كبرى لتطوير أحياء، قوز النكاسة، والكدوة، وحي الزهور، ومنطقة جبل الشراشف التي سيتم البدء بها.
ولفت البار إلى أنه تم اختيار جبل الشراشف من قبل اللجنة العليا لتطوير العشوائيات كمنطقة مستهدفة لتكون أول مشروعات تطوير الأحياء العشوائية لتدني بنيته التحتية، ولأهمية موقع الجبل الذي يحظى بإمكانات مؤهلة للتنمية بالشراكة مع القطاع الخاص بالاستثمار، وهي المنطقة العشوائية التي اختارتها ذات الأولوية القصوى في مكة المكرمة.
وأفصح البار بأن مشروع تطوير منطقة جبل الشراشف سيغطي حوالى 1.631.000 م2 تقريبًا، ويهدف إلى تحويل المنطقة إلى مركز حضري حديث الطراز في مكة المكرمة، عن طريق إعادة التطوير كاملة.
وأفاد أمين العاصمة المقدسة، أن المخطط الرئيس الشامل لمفهوم التطوير لمشروع حي جبل الشراشف يحتوي على أكثر من 1000 قطعة أرض بإجمالي 7.2 مليون متر مربع من المساحة المبني عليها، وأضاف أنه سيبدأ تسعير نحو 12 ألف عقار لصالح مشروع تطوير حي جبل الشراشف، وسيعقب ذلك استقبال الصكوك الشرعية والمستندات، فيما تعتمد خطة تطوير جبل الشراشف، على إقامة خط دائري يلتف حول سفح الجبل، بعد إزالة المناطق العشوائية وتقام على جانبيه الفنادق والمساكن للحجاج والمعتمرين، على أن تكون نسبة السكان المحليين 30 في المائة، والموسميين 70 في المائة.
على صعيد آخر وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وقعت شركة البلد الأمين عقد إنشاء صندوق تمويل عقاري لمشروع البوابة الواقع على مساحة 1.5 مليون م2 على طريق الليث مكة جنوب مسار القطار ويمكن لجميع المواطنين من مختلف أنحاء المملكة المساهمة فيه. وأوضح الدكتور البار أن الصندوق تم تأسيسه بمبلغ مليار ريال وتم إنشاؤه وفق أنظمة هيئة سوق المال.